Slider

12 نصيحة لاستثمار أقل مخاطرة في العملات المشفرة

الاتحاد الاماراتية

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

تتزايد الرغبة لدى أفراد المجتمع في الدخول إلى مجال الاستثمار في العملات المشفرة، ولكنّ هناك عدداً كبيراً من الأسئلة والاستفسارات لديهم، تجعلهم يترددون في اتخاذ القرار بسبب

عدم وجود إجابة واضحة ومفهومة لها، وتُحدد إفادات حصلت عليها «الاتحاد» من خبراء تداول العملات المشفرة عدداً من الخطوات والنصائح للدخول إلى عالم العملات المشفرة بأمان، وتجنب المخاطر العالية.

ريادة الإمارات
بدايةً، يؤكد حمد المنصوري، الخبير المالي، رئيس شركة «عذج للابتكار والاستشارات في الذكاء الاصطناعي»، أن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة عالمياً في مجال العملات المشفرة، حيث تتزايد الثقافة والرغبة لدى أفراد المجتمع في الدخول إلى عالم العملات المشفرة التي أصبحت تسمى «الذهب الرقمي» في ظل الارتفاعات الكبيرة المحققة. وأوضح أن تداول العملات المشفرة في الإمارات كان يقتصر قبل سنوات على الأجيال الجديدة فقط، ولكن قاعدة المستثمرين تتوسع وتضم في الوقت الحالي الأجيال الأكبر سناً، في ظل زيادة الوعي والمعرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين.
وأشار المنصوري إلى أن دولة الإمارات تشهد ارتفاعاً في اعتماد العملات المشفرة بنسبة 42%، كما استقطبت الدولة في عام 2024 وحده أكثر من 30 مليار دولار من استثمارات العملات المشفرة، مما جعلها ضمن أفضل 10 دول عالمياً في هذا المجال، لافتاً إلى أن عدد عمليات تثبيت تطبيقات العملات المشفرة في الدولة بلغ في شهر يناير الماضي بمفرده 3.55 مليون عملية، مما يؤكد الإقبال المتزايد على الأصول الرقمية، مع توقعات بوصول معدل مستخدميها إلى 39.1% بحلول نهاية عام 2025.

اختيار منصة الشراء
ويؤكد خبراء أن الدخول إلى عالم العملات المشفرة يبدأ باختيار منصة الشراء المرخصة داخل الدولة، لأنه عند التعامل مع منصات غير مرخصة، وفي حال تعرضها للاختراق، لا توجد جهة يمكن الرجوع إليها، وهناك عدد من المنصات المرخصة في الدولة، مثل «باينانس» و«باي بيت»، تتميز بالعمولات المنخفضة، وتتوافر من خلالها إمكانية تداول عدد كبير من العملات المشفرة.

توقيت الاستثمار
ويرى سايمون بيترز، محلل أسواق العملات المشفّرة لدى «إيتورو»، أن هبوط العملات المشفّرة قد يتحول إلى فرصة شراء عند الانخفاض، لاسيما إذا جاءت بيانات الوظائف الأميركية مخيبة للتوقعات، ناصحاً بعدم التسرع والاندفاع للشراء في أوقت الارتفاعات الكبيرة وسيطرة اللون الأخضر، حيث يفضل الانتظار لأوقات نزول السعر بشكل نسبي ومن ثم بدء الاستثمار.

تغذية الحساب
عند فتح حساب عبر منصة تداول العملات المشفرة يجب تغذية أو تعبئة الرصيد بالأموال اللازمة للشراء، وتوجد طريقتان للتحويل، هما: التحويل عبر ربط الحساب المصرفي الخاص بالعميل بحسابه في المنصة، أو الشراء عبر البطاقة الائتمانية، ويفضل الخبراء تحويل الأموال من رصيد الحساب المصرفي؛ لأن استخدام البطاقة الائتمانية يحمّل المستثمر تكاليف أعلى من حيث الرسوم الخاصة بالبطاقة، فضلاً عن ارتفاع سعر تحويل العملات.

طريقة الشراء
ويقول حمد المنصوري، إنه بعد عمل حساب عبر منصة التداول المرخصة توجد طريقتان للشراء، هما: الشراء مباشرة عن طريق المنصة، أو الشراء عبر تبادل العملات من محفظة شخص إلى شخص «P2P»، وفي حالة «الشراء من المنصة» يتم دفع عمولة أكبر للمنصة بنسبة تتراوح بين 2% و3% مع سعر تحويل للدولار أعلى، أما في حالة الشراء من محفظة شخص «P2P»، فهي طريقة آمنة أيضاً وأقل تكلفة، ولكنها تتطلب البدء بشراء عملة مستقرة مدعومة بالدولار مثل «USDT»، أو «USDC»، أو«USDE»، حيث إن أي شخص يعرض عملات مشفرة للبيع عبر منصات مرخصة يتم التأكد من أن لديه رصيداً من العملات المعروضة للبيع، وعند طلب الشراء تقوم المنصة ذاتها بدور الوسيط وبتجميد رصيد البائع من العملات المشتراة لحين إتمام المعاملة، حيث يرسل المشتري إيصال تحويل قيمة الشراء إلى البائع عبر خدمة الدردشة في المنصة، ومن ثم يقوم البائع بإتمام المعاملة فور تأكيد تسلم المبلغ في حسابه.

تحويل الأموال
يجب عند الشراء من محفظة شخص «P2P» عبر منصة خارج الدولة، التأكد من أن حساب الشخص الذي يتم تحويل الأموال إليه مرخص، لأنه في حال تحويل الأموال يجب ذكر سبب التحويل وهو «تداول عملات مشفرة»، وفي حال التحويل إلى حساب غير مرخص قد تتأخر عملية التحويل لأيام أو يتم تجميد الأموال، وعموماً إذا كان بائع العملات المشفرة مسجلاً في منصة مرخصة داخل الدولة، فتتم عملية التحويل بكل سهولة خلال فترة زمنية لا تتعدى اليوم الواحد.

اختيار العملات
يؤكد الخبراء أن «بيتكوين» هي القائد ومحرك أسواق العملات المشفرة، ولكن يجب دائماً اعتماد مفهوم تنويع الاستثمار من أجل تقليل المخاطر، عبر اقتناء عملات يتزايد قبولها عالمياً، وترتبط بمشاريع أو وقعت اتفاقيات مع حكومات أو مؤسسات، سواء في الدولة أو خارجها، مع التركيز على مفهوم «TOTAL VALUE LOCKED»، داعين إلى التركيز على تداول العملات المشفرة ضمن قائمة أكبر 100 عملة من حيث القيمة السوقية، والتي يمكن الاطلاع على تفاصيلها عبر منصات محددة مثل «COIN MARKET CAP».

الرافعة المالية
وتعرض بعض المنصات الحصول على رافعة مالية تتيح استثمار مبالغ أكبر من المبالغ التي في حوزة المستثمر، ويحذر الخبراء من تلك الخطوة، معتبرين أن الرافعة المالية «محرقة أموال»، وأن من يلجأ لها قد يخسر أمواله بالكامل إذا لم يكن لديه الوعي والخبرة الكافيين، ناصحين في الوقت ذاته بالبدء بحساب تجريبي لمعرفة المخاطر العالية للاستثمار واعتماد مفهوم الاستثمار طويل الأجل في العملات المشفرة، بحيث يخصص جزء من الأموال المستثمرة للاستثمار قصير الأجل «نحو عامين»، وآخر للاستثمار طويل الأجل «يصل إلى 10 سنوات»، مع إمكانية بيع جزء من رصيد العملات المشفرة في بعض الأوقات لجني الأرباح، مع الابتعاد تماماً عن المضاربات.

«المحفظة الباردة»
بعد إتمام عملية الشراء، توجد 3 طرق للاحتفاظ «تخزين» رصيد العملات المشفرة هي، التخزين عبر المحفظة الباردة، أي وحدة تخزين رقمية «فلاش ميموري»، أو التخزين عبر محفظة لامركزية، أو التخزين عبر منصة التداول ذاتها «محفظة مركزية». وينصح الخبراء بتخزين رصيد العملات المشفرة في المحفظة الباردة، إذا كانت قيمة الشراء كبيرة، حيث تعد تلك الطريقة أكثر أماناً لأنها لا تعتمد على الإنترنت ومن ثم لا يمكن تعرضها للاختراق، ولكن يجب شراء «فلاش ميموري التخزين» من الشركات أو الوكلاء المعتمدين في دولة الإمارات مثل «تيزرز» أو «ليجرد»، مع الحذر من أن بعض وحدات التخزين المعروض للبيع قد تكون مرتبطة ببرمجية خبيثة لسرقة الرصيد من العملات فور تخزين العملات بها. وعموماً يبدأ سعر وحدة التخزين من 200 درهم فقط فما فوق.

المحفظة اللامركزية
يمكن تخزين العملات المشفرة عبر منصة متخصصة أو المحفظة اللامركزية، إذا كان الهدف هو الاستثمار طويل الأجل، وهي منصة تخزين لا يمكن التحكم فيها إلا بواسطة صاحب الرصيد من العملات المشفرة، وفيها يتم استخدام من 10 إلى 24 كلمة سرية مختلفة للدخول إلى الحساب، ولكن يجب الحذر من ضياع الرصيد بسبب عدم حفظ تلك الكلمات السرية أو نسيانها. ومن أمثلة المنصات اللامركزية لتخزين العملات «تراست وليت» و«ميتا تراست»، وهي منصات تم إنشاؤها من قبل مطورين على برمجية «WEB3»، حيث يتم توقيع عقد ذكي بين العميل والمنصة لفتح الحساب، وتحديد الكلمات السرية، ومن ثم يتم فتح حساب لنقل الرصيد من منصة الشراء إلى منصة التخزين حسب نوع العملة المشفرة، كل على حدة، وحسب الشبكة الخاصة بكل منها، حيث تستغرق عملية النقل دقيقتين، وقد تستغرق فترة تتراوح بين 5 و20 دقيقة لتحويل رصيد «بتكوين»، بسبب وجود ضغط زائد أحياناً على الشبكة.

«فخ الهدايا»
ويحذّر حمد المنصوري، من تعرض رصيد العملات المشفرة المخزنة في المنصات اللامركزية لعمليات احتيال عبر خانة إسقاط الهدايا. ويشرح ذلك بالقول إنه في بعض الأحيان قد يتعرض صاحب الحساب لإغراء بواسطة عروض هدايا مجانية، عبارة عن عملات غير قابلة للاسترداد «NFTS» أو عملات مشفرة جديدة بقيمة منخفضة في حال المشاركة في احتفالات أو فعاليات، كنوع من التسويق والترويج عبر منصات «تويتر» أو «إنستغرام» وغيرها. وأضاف أن بعض المحتالين قد يرسلون لصاحب المحفظة رابطاً لهدية مجانية، وعند الضغط عليه يُطالب صاحب الحساب بالموافقة على عقد ذكي لقبول الهدية، وقد يتضمن ذلك العقد برمجية خبيثة، مؤكداً أهمية قراءة العقد بشكل جيد، وبالتفصيل لتجنب الوقوع ضحية لعملية احتيال.

منصة مركزية
تتيح منصات تداول العملات المشفرة الاحتفاظ وتخزين رصيد العملات المشفرة، وقد تمنح صاحب العملات مكافآت، وهنا ينصح الدكتور محمد شاكر، الخبير المالي، بعمل 5 طرق تعريف كإجراء احترازي لتأمين المعاملات في حالات التحويل والبيع، وهي كلمة سر طويلة «باسوورد»، التعريف عن طريق البريد الإلكتروني، التعريف عن طريق الهاتف «OTP»، التعريف عن طريق بصمة الوجه، وأخيراً التعريف عبر حساب «جوجل».

تحديد السعر
يحدد حمد المنصوري، عوامل تتحكم في التحركات السعرية للعملات المشفرة، ومنها أن أسواق العملات المشفرة تشهد ارتفاعات ملحوظة عقب كل عملية انقسام لعملة «بيتكوين».
وأضاف: «إن الوقت الحالي يشهد تزايد تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة على شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها، فضلاً عن تزايد الاعتراف الرسمي بالعملات المشفرة وقبولها على مستوى الحكومات والمجتمعات، سواء في الولايات المتحدة الأميركية، أو عالمياً»، مشيراً إلى هناك سباقاً للحصول على موافقات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على إطلاق صناديق الـ«ETF» الخاصة بعملات مشفرة مثل بيتكوين و«إيثريوم» و«ريبل» و«سولانا» وغيرها، وهناك صناديق حصلت بالفعل على موافقات، ومنها ماهو قيد الموافقة.

سايمون بيترز: هبوط العملات المشفّرة يوفر فرصاً للشراء
يحدد سيمون بيترز، محلل الأسواق لدى إيتورو، عدداً من العوامل التي سترسم مسار العملات المشفرة خلال الفترة المقبلة، وأهمها قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة الأميركية، إذ إن خفض الفائدة ينعكس إيجاباً على سوق العملات المشفرة، ودائماً ما تكون هناك حركة قوية في سوق العملات المشفرة قبل كل قرار متعلق بالفائدة الأميركية.
وقال: «إن الطلب المؤسسي المتزايد، لا سيما من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) على البيتكوين، بالإضافة إلى الشركات العامة والخاصة التي تشتري البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي، سيعزز أداء سوق العملات المشفرة»، مشيراً إلى أن تزايد تبني الولايات المتحدة الأميركية للعملات المشفرة، وتضمين الاحتياطي بعملة «بيتكوين» يعد من العوامل الداعمة، فضلاً عن هناك آراء ترى أن تنظيم العملات المشفرة، وانخفاض تقلباتها السعرية قد يجعل منها منافساً للذهب.


طباعة   البريد الإلكتروني