الإمارات | إقتصاد

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر «تمكينها»

الإمارات: دعم ثابت لأمن واستقرار

نما الطلب على شراء الذهب في أسواق الإمارات بنسبة تتراوح بين %8 و%10، في ظل الارتفاعات القياسية في الأسعار، والتي اعتبرها المستثمرون وذوو الثروات العالية حافزاً على الشراء العاجل توقعاً للمزيد من الارتفاعات، حسب مدراء شركات جواهر ذهبية.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن السبائك الذهبية شهدت زيادة في الطلب بشكل ملحوظ، من قِبل المستثمرين، ولكن انخفاض سعر المصنعية «MAKING» أوجد نوعاً من الطلب المتزايد على المشغولات الذهبية أيضاً.
وأكدوا أن وصول أسعار الذهب إلى مستويات سعرية قياسية في الأيام القليلة الماضية، أحدث نوعاً من الصدمة بين أوساط المشترين الأفراد، موضحين أن عمليات الشراء تتأثر في كل مرة يحدث فيها الارتفاع لمدة 4 أو 5 أيام ترقباً لانخفاض السعر، ثم تعود عمليات الشراء لمعدلاتها الطبيعية بعد استقرار الأسعار.

صدمة الارتفاعات
وقال محمد تمجيد عبدالله، عضو مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، ونائب المدير التنفيذي لمجموعة جوهرة، إن وصول أسعار الذهب إلى مستويات سعرية قياسية في الأيام القليلة الماضية، أحدث نوعاً من الصدمة بين أوساط المشترين، وهو أمر معتاد عند كل ارتفاع، حيث تتأثر عمليات الشراء في كل مرة يحدث فيها الارتفاع لمدة 4 أو 5 أيام ترقباً لانخفاض السعر، ثم تعود عمليات الشراء لمعدلاتها الطبيعية بعد استقرار الأسعار.
وأكد أن مبيعات الذهب في السوق المحلية نمت بمعدل 8% خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما شهدت السبائك الذهبية زيادة في الطلب بشكل ملحوظ، ولكن انخفاض سعر المصنعية «MAKING» أوجد نوعاً من الطلب المتزايد على المشغولات الذهبية كذلك.
وفيما يخص إحجام عدد من التجار في أسواق الذهب المحلية عن البيع توقعاً لتحقيق أسعار الذهب المزيد من الارتفاعات، أوضح عبد الله، أن ذلك الأمر «مؤقت» ومجرد توقع لدى بعض التجار، وفي النهاية فإن قرار البيع أو الشراء يخضع للعرض والطلب.
وقال إن أسعار الذهب ارتفعت في الفترات الماضية بسبب زيادة مشتريات البنوك المركزية في عدد من الدول، مثل روسيا والصين وغيرهما، ومن الوارد أن تقوم أي جهة أو مؤسسة لديها مخزون من الذهب، بالبيع في الفترة المقبلة وهنا ستتحقق وفرة في المعروض وتعود عمليات البيع إلى معدلاتها المعتادة.
وأشار إلى أن من أهم الأسباب لزيادة الطلب على الذهب في الفترة الماضية وجود مؤشرات على انتهاء مخزون الذهب، الذي سيتم استخراجه.
وعن توجه الأفراد للاستثمار بكثافة في الذهب، أفاد عبدالله، بأن الذهب في الأساس هو «زينة وخزينة» ومخزناً للقيمة، ولذا يمكن لأي شخص لديه فائض مالي أن يشتري الذهب سواء سبيكة أو عملة ذهبية أو جواهر ذهبية، كوسيلة للادخار، محذراً من خطورة توجه بعض الأفراد للاقتراض من أجل الاستثمار في الذهب، حيث إن أي تراجع ممكن أن يحدث في الأسعار قد يكبدهم خسائر.

استثمار موثوق
ومن جهته أكد أنوراج سينها، المدير التنفيذي لدار جواهر ليالي، ارتفاع الطلب على الذهب في الأسواق المحلية بنسبة تراوح بين 8% إلى 10%.
وقال إن الذهب أثبت باستمرار أنه استثمار موثوق، فبينما تتقلب الأسعار على المدى القصير، إلا أن قيمته على المدى الطويل تظل قوية بسبب العرض المحدود والطلب المستمر. وأضاف أنه بشكل عام، بينما تجذب سبائك الذهب والعملات المشترين الذين يقودهم الاستثمار، تواصل جواهر الذهب الازدهار بسبب جاذبيتها العاطفية والجمالية.
وأشار إلى أنه في ظل خطط النمو في الإمارات، وتدفق السكان الجدد، نظل متفائلين بأن الطلب سيتجه نحو الزيادة، فضلاً عن أن التوافد السياحي يعتبر محركاً رئيسياً لمبيعات الذهب، ومع تعافي الاقتصاد العالمي وتدفق الأشخاص ذوي الثروات العالية، ستواصل الإمارات رؤية طلب ثابت على المجوهرات والذهب، مشدداً على أنه في الوقت الذي قد تؤثر فيه الاتجاهات القصيرة المدى على أنماط الشراء، سيظل الطلب على جواهر الذهب في الإمارات ثابتاً.
وأوضح سينها، أن تداول الذهب (الرقمي) يلعب دوراً متزايد الأهمية في سوق الذهب في الإمارات اليوم، حيث يوفّر للمستثمرين وسيلة مريحة وآمنة لشراء وبيع وتخزين الذهب دون الحاجة إلى امتلاك مادي، كما اكتسب شعبية بفضل وصوله إلى أكبر عدد من الناس، وتكاليف المعاملات الأقل، والقدرة على التداول بكميات أصغر، ما جعل الاستثمار في الذهب أكثر شمولاً، منوهاً بأن التطورات التنظيمية وثقة المستهلك تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل توسع الإقبال على تداول الذهب رقمياً في المستقبل.
ويرى سينها، أن سلوك المستهلكين تجاه شراء الذهب، قد تطوّر بعدة طرق رئيسية، فبينما قد يتحول بعض المشترين نحو التصاميم الأخف أو المعادن البديلة، إلا أن العملاء ذوي الثروات العالية والمستثمرين غالباً ما يرون في ارتفاع الأسعار سبباً للشراء عاجلاً، كما أن التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت للمجوهرات قد اكتسبت قوة، حيث يقدر المستهلكون الشفافية والتخصيص والراحة، مختتماً بالإشارة إلى أن تجار التجزئة يعتمدون عدة استراتيجيات رئيسية للحفاظ على المبيعات رغم تقلبات أسعار الذهب.