Slider

"مناقيش" برائحة التاريخ في غزة القديمة

الاقتصادي فلسطين



غزة/ إسلام أبو الهوى/ الاقتصادي: "يا حيا الله.. أهلا وسهلا.. شرفتونا"... اختلطت أصوات الزبائن في مطعم "أبو زهير"، وسط البلدة القديمة بمدينة غزة بالقرب من المسجد العمري

الكبير، في مشهد قد يتكرر في شوارع القدس العتيقة، وفي كثير من الأماكن المشابهة، إلا أن عراقة المكان تخطف قلبك بإرجاعك إلى الماضي والتراث القديم.

بالكثير من البساطة، وبأجواء حميمية يستقبلك أبو زهير ليشعرك بأنك في بيتك تتناول المعجنات وتحتسي الشاي وتستمتع بجمال المكان المحاط بعبق الماضي وتاريخ الأجداد.

اكتسب المحل شهرة واسعة كونه يلاصق مناظر أثرية، وبدأ من كونه يضم عددا من الطاولات بجانب الجامع، ليتوسع في بيت قريب تم تصميمه ليكون متنساقا مع هيئة المسجد العمري، وليشكل مكان جذب للغزيين الباحثين عن الراحة.

ورغم أن أبو زهير توسع في محله، غير أن الطاولات القديمة ظلت بالشارع مكانها والمارة يجلسون عليها.

بدأت القصة منذ الثمانينات حينما كان والده محمود قاسم يعمل في بيع المناقيش، إلا انه أغلق المحل في الانتفاضة الأولى ليرث المهنة من والده ويعود مجددا قبل 14 عاما بإمكانيات بسيطة عبارة عن طاولتين وأربعة كراسي في البلدة القديمة.

يقول إسماعيل قاسم (42 عاما) والمعروف بـ "أبو زهير" لمراسلة موقع الاقتصادي: "عدت إلى المكان للعمل به بجوار المسجد العمري والذي يعتبر المسجد الأكبر والأقدم في مدينة غزة وتأسس منذ 5 قرون، وأصبح زبائني من البلدة القديمة وحاولت أن أواكب العصر بإضافة أشكال جديدة من المعجنات وبدأت الحكاية معتمدا على حب الناس وبساطة المكان ليتوافد إليّ الزبائن من كافة مناطق قطاع غزة".

وتابع والابتسامة ترتسم على وجهه: "بدأت شهرتي تزداد بعد زيارة مهندستين معماريتين تعملان في المسجد العمري أصرتا على فتح حساب على منصة إنستغرام وتعريف الناس بي، لكني رفضت في بداية الأمر وكنت مكتفيا بمن يعرفونني ومع اصرارهن تم الأمر وازداد عدد المتابعين من ألفي متابع إلى 85 ألفا".

ازداد عدد الطاولات ليصبح محلا يتوافد إليه الزبائن والوفود ليتطور عمل أبو زهير من إعداد المعجنات إلى مرشد سياحي لمنطقة البلدة القديمة بمعالمها السياحية والتراثية القديمة.

وبين البلدة القديمة بآثارها ومعجنات أبو زهير، ارتبط توافد الزبائن باحثين عن بساطة هذا الرجل بعباراته التي يرددها دائما "حيا الله بالمكتئبات.. حي الله بالزعلانات"، وجمال المكان بأرثه القديم، وبصوت كله فخر يقول: "هذا المكان هو البيت الثاني لكل زائر وعندما يطلب الطالبات الهاربات من ضغط الدراسة التخفيف عنهن بابتسامتي وعفويتي أشعر بسعادة كبيرة تغلب على مكسبي المادي".

يتجمع الزبائن من أماكن مختلفة من قطاع غزة ما يجعله مكانا جميلا يجتمع فيه الناس، فقد اعتادت الشابة ملكة حسنة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة على القدوم إلى محل العم أبو زهير طلبا للراحة وتغيير الجو. مؤكدة أنها تحب المكان كثيرا فهو مكانها المفضل بما يحيطه من أماكن أثرية إلى جانب احتوائه على زاوية للتصوير تستطيع من خلالها التقاط الصور التذكارية الجميلة مع صديقاتها.

وتتابع لمراسلة الاقتصادي: "أنتمي لهذا المكان لقربه من المعالم الأثرية القديمة في البلدة القديمة إلى جانب حبي لاستقبال العم أبو زهير لي ليخفف عني كل ما أحمله من هموم أود التخلص منها عند الحضور إلى هذا المكان".

تفاصيل الخبر في : الاقتصادي الفلسطيني

طباعة   البريد الإلكتروني