محررو الإستثمار
التمويلات جوهر الكارثة الاقتصادية
عبدالسلام الأثوري
الدعم والمنح والتمويلات الخارجية لليمن جوهر الكارثة الاقتصادية في اليمن، ليس لأن الدعم يستفاد منه وبكلفة تتحملها الخزينة العامة ويستفيد منه المجتمع.
الدعم هو الحيلة الكبرى لاستنزاف موارد البلد باسم ظروف المجتمع، ولكنه يتم السطو عليه من قبل المسئولين الفاسدين .
أكثر مجال استنزف لموارد البلاد تتمثل بالمشتقات النفطية والكهرباء، وقبلها القمح .. وأنا أطلقت عبارة الثقب الأسود على الدعم عام 2006 .. وبقاء الدعم لن يسمح بمعالجة موضوع الكهرباء، ولا بفساد قادة الجيش والأمن، الذين تذهب لهم مخصصات من المشتقات النفطية شهريا، ويتم بيعها عن طريق تجار النفط إلى القرن الافريقي لأسعارها العالمية، وكانت المشتقات التي تباع لصالح قادة عسكريين وأمنيين عن طريق تجار النفط المسيطرين تصل إلى 650مليون دولار .
وكذلك محطات الكهرباء التي كانت تستنزف موارد كبيرة. ويكفي ماتم صرفه على الكهرباء من دعم المشتقات لإنشاء محطات بالغاز والرياح والشمس والفحم لأكثر من 50 ألف ميجاء.
يستمر الدعم حاليا، دعم توليد الكهرباء لمحطات عدن .
الكميات التي تتوافر من قبل السعودية والإمارات، ومشتريات الحكومة لايتم استخدامها لإنتاج الكهرباء، وإنما يتم استقطاع كميات كبيرة منها لقادة عسكريين يأخذونها بالقوة من الميناء، وكميات منها يتم تسريبها من قبل القائمين على محطات الكهرباء، وتباع لصالحهم في السوق... وما يتبقى لإنتاج الكهرباء لايغطي 20% من احتياج إنتاج الكهرباء .
طبعا محطات الكهرباء بعدن محطات متقادمة، تعمل بالديزل والمازوت. ونتيجة لقدم المحطات فإنها تحتاج إلى كميات كبيرة تصل إنتاج الميجاء باليوم الواحد نحو 6 إلى 7 آلاف لتر، بينما يمكن في محطات حديثة تصل حاجة إنتاج الميجاء إلى 3500 لتر؛ وبالتالي فإن بقاء إنتاج الكهرباء بهذه المحطات كارثة على الموارد.
انتاج الميجاء بالغاز يقلص الكلفة بحدود 65%، وكذلك الفحم .
يمكن إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية وبالرياح وعلى مدى خمس سنوات. يمكن استعادة كلفة المحطات، ويتم تقليص كلفة إنتاج الميجاء إلى أقل من 5 سنتات.
لن تعالج هذه المشكلة، والتخلص من فساد الدعم، ومن الوضع القائم إلا بإرادة وادارة كفوءة. وسيتلاشى بعدها الثقب الاسود، والى الأبد.