محررو الإستثمار
محمد اللاعي.. قصة نجاح في زمن الحرب والتحديات
يواجه القطاع المصرفي في اليمن تحديات جسيمة فرضتها الحرب ومخلفاتها، ونستطيع القول إن هذا القطاع يُعد الأكثر تضرراً في ظل الأزمات المتشابكة والتي من أبرزها أزمة السيولة وغياب استقرار الصرف ونفاد الاحتياطي من النقد الأجنبي وشحة مصادره، فضلاً عن إحجام العديد من البنوك الخارجية التعامل مع البنوك اليمنية، ناهيك عن انقسام السلطة النقدية للبلد، وغيرها من الضربات الموجعة التي تلقاها القطاع المصرفي.
مما لا شك فيه إن مثل هذه الأزمات تُبرز قيادات لها إسهاماتها في تخطي هذه الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر، وفي هذا المضمار برز الأستاذ محمد صالح اللاعي -رئيس مجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي- الذي أثبت بأنه رجل التحديات في عصر الأزمات.
لقد واجه بنك التسليف التعاوني الزراعي كغيره من البنوك اليمنية جملة التحديات التي ذكرناها أعلاها، إلى جانب تحديات خاصة لا تظهر للعامة وتُعد كجزء من خصوصيات الأعمال التي قد لا يُحبذ الحديث عنها حتى لا تتحول إلى معوقات معقدة ويُفضل التعامل معها بسياسات خاصة تكفل تحويلها إلى نجاحات، ومثل هذه لا يقوى عليها إلا رجل يمتلك مهارات القيادة والإدارة وله رصيده الاقتصادي الذي يجعله قادراً على التعامل مع كل هذه التحديات التي ليس لها لغة سوى لغة الأرقام.
تولى الأستاذ محمد اللاعي، رئاسة مجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي بعد أن حقق نجاحات يُشار إليها بالبنان خلال رئاسته لمجلس إداره بنك الأمل للتمويل الاصغر، وجاء تعيينه رئيساً لمجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك) في ظرف زمني معقد تعيشه البلد بشكل عام، وفي وقت يخاف الكثير من تحمل المسؤوليات إلا أنه تحمل المسؤولية بكفاءة واقتدار، واستطاع أن يضع لنفسه بصمة في الحفاظ على هذا الصرح العملاق والرائد في القطاع المصرفي.
في الزمن الذي تولى اللاعي قيادة كاك بنك كانت الأزمات تتشابك وتتداخل، وألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية وطالت كافة جوانب الحياة، إلا أن لهذا الرجل فلسفته الخاصة في رسم الخطط ووضع المعالجات الفاعلة التي تتناسب مع كل المعوقات والتحديات، ولم يلجأ إلى خطط ومعالجات مطاطة يمكن أن نقول عنها أن فلسفة لا جدوى منها، بل اعتمد على معالجات بسيطة لها فاعليتها في حلحلة الواقع وإن كان البعض لا يفهمها أو لا تشد انتباهه، إلا أن محمد اللاعي لم يلتفت سوى إلى مستقبل البنك الذي يرأسه وإلى الطرق التي تقوده إلى بر الأمان.
لقد استطاع اللاعي أن يبحر بين الأمواج العاتية وأثبت أنه قبطان اقتصادي ماهر، ويثبت للجميع يوماً بعد يوم أنه علامة فارقة في القطاع المصرفي وقامة اقتصادية لها دورها في بناء اقتصاد وطننا الحبيب وتجنيبه ويلات الخسائر والدمار الذي يحيط بهذا البلد.
في الفترة التي تولى الأستاذ محمد اللاعي رئاسة مجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي دخلت البلاد في حرب وحصار اقتصادي، ودخل الشعب في حالات الجوع والأزمات الإنسانية الكارثية، وشهدت الفترة نفسها عمليات تهريب للسيولة النقدية تارة، وتارة أخرى تهريب العملة الصعبة، إلا أن هذه المعوقات الجسيمة لم تثني اللاعي عن قبول هذا التعيين، بل إنه قبل هذا التحدي بثبات وعزم وثقة بالنفس لعلمه المسبق بقدرته على مواجهة التحديات المنبنية على خبراته السابقة في المجال المصرفي، خاصة في البنك المركزي اليمني، ومن أهم انجازاته العملاقة والصعبة خلال فترة توليه هذا المنصب، وفي ظل هذه الأزمات والعواصف المفتعلة والمحاكة ضد وطننا الحبيب، استطاع رفع رأس مال البنك وتدعيمه بالمليارات، وهذا انجاز كبير مقارنة بما نمر به، بل والأكثر من ذلك قدرته على المساهمة في الحفاظ على السيولة النقدية والعملة الصعبة من التسرب والتهريب، من خلال حزمة من القرارات التي تم اتخاذها من جهته والتي تأتي تعبيراً عن الاحساس بالمسؤولية وأهميه دوره ومنصبه، واثبات وتجسيد وطنيته.
فمثلاً الأزمات المتتالية لانهيار الريال أمام الدولار وأزمة السيولة والعزلة التي يعيشها القطاع المصرفي اليمني عن العالم من التحديات التي لا يمكن مجابهتها إلا بحكنة إدارية وعقلية متفتحة وقادرة على تجاوزها، وبالطريقة ذاتها تعامل الأستاذ محمد اللاعي مع هذه التحديات وغيرها في إدارته لبنك التسليف التعاوني الزراعي، واستطاع أن يجنب البنك مختلف العوائق لمواصلة أدائه الوطني في خدمة الجمهور والمواطن، بل إنه استطاع بحكنته الإدارية وخبرته المالية والاقتصادية أن يُطوع كافة التحديات ويحولها إلى فرص لتنمية البنك والوطن.
في ظل هذه الانجازات التي يحققها محمد اللاعي تبرز الأصوات النشاز التي تجعلك تستغرب منها، كونها تحاول أن تشوه مسيرة هذا الرجل العظيم، فتارة يتم نشر أكاذيب عن فساده، وتارة عن تعنته وسوء تعامله مع موظفي البنك، مع العلم أنه يمتلك أسلوباً إدارياً تصبغه الإنسانية في التعامل الراقي مع الموظفين، وله جهوده الحثيثة للمحافظة على كافة حقوقهم ومستحقاتهم.
إن هذه المحاولات اليائسة التي تقوم بها بعض الأطراف تثبت جدارة هذا الرجل في شغل منصبه، ولا عجب في ذلك فلا ترمى إلا الشجرة المثمرة، كما أن كل رجل ناجح يعترضه أعداء النجاح ومن لا يستطيعون تحقيق النجاح في حياتهم، وبحسب النجاح والصعود يكون العداء والترقب ووضع العراقيل، وهذه قاعدة لا بد منها، بل إن هذه القاعدة أصبحت تستخدم كمقياس لتقييم أداء أي رجل ناجح في بعض الدول الكبرى، ولا ندري هل سبب العداء شخصي أم سياسي.
الأيام القادمة كفيلة بكشف ذلك، وفي الختام نأمل أن تصل هذه الرسالة إلى مركز القرار وإلى كل من يُكن في قلبه حباً لليمن أرضاً وإنساناً، لنكن جميعاً سنداً لكل من يعمل لأجل اليمن وكل من يمتلك مفاتيح النجاح في موقعه ومركزه.. نثق أن ثمة الكثير ممن ستصلهم هذه الرسالة سيكون لهم كلمتهم في إنصاف صُناع النجاح لهذا الوطن.