يوسف العربي (أبوظبي)
تسهم تسارع وتيرة إطلاق المشاريع العقارية على الواجهة المائية في أبوظبي، بدور محوري في إعادة تشكيل المشهد العقاري في الإمارة، حسب خبراء عقاريين.
وقال هؤلاء في تصريحات لـ«الاتحاد»:
إن المشاريع العقارية الجديدة في جزر «ياس»، و«السعديات»، و«الريم» و«الجبيل»، و«فاهد»، و«الحديريات»، باتت محركاً رئيساً لتعزيز تنافسية القطاع العقاري في أبوظبي.
وأوضحوا أن العقارات الفاخرة استحوذت على الحصة الأكبر من مشاريع التطوير العقاري في المناطق المشار إليها، لتصبح ركيزة النمو بالقطاع على مدار السنوات العشر المقبلة.
ولفتوا إلى أن مشاريع «الواجهة المائية» نوعت كذلك خيارات المنتج العقاري المعروض بمختلف فئاته (سكني – تجاري – تجزئة)، بما يسهم في استقطاب المزيد من المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
ووفق «مركز أبوظبي العقاري»، جاءت جزيرتا «السعديات» و«ياس» في صدارة المناطق من حيث قيمة التعاملات خلال الربع الأول، اذ تُظهر بيانات «دوبيزيل» حول تصرفات العقارات في الإمارة خلال الربع الأول والتي تجاوزت 25 مليار درهم، نمواً عاماً لافتاً، كما تشير إلى تصدّر جزيرتي «السعديات» و«ياس»، لقائمة المناطق الأكثر تداولاً في مؤشر غير مباشر على الدور الذي تلعبه هذه المشاريع في تعزيز الطلب ورفع جاذبية السوق.
وجهات ساحلية
وفي مطلع يونيو الجاري، أطلقت «مجموعة الدار» المخطّط الرئيسي لجزيرة فاهد، بقيمة تطويرية تفوق 40 مليار درهم. ومن المقرر أن تضم جزيرة فاهد أكثر من 6000 وحدة سكنية فاخرة تتنوع بين الشقق ووحدات التاون هاوس والفلل الفاخرة. ومنذ بداية العام الماضي، أطلقت شركة الدار العقارية 5 مشاريع جديدة في جزيرة السعديات، توفر نحو 1200 شقة وفيلا سكنية. وبالنسبة إلى جزيرة ياس أظهرت منصة «داري»، استحواذ الجزيرة على أكثر من 20% من إجمالي عدد المعاملات العقارية التي تم تسجيلها بالمنصة خلال 2024. وتم تسجيل 8 مشاريع جديدة في جزيرة الحديريات، توفر نحو 2100 وحدة سكنية، وذلك منذ شهر أغسطس 2024 حتى مايو 2025.
تنوع المعروض
وفي هذا السياق، قال سعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليان أسوشيت» الاستثمارية، لـ «الاتحاد»: إن مشاريع الواجهة المائية في أبوظبي تسهم بشكل رئيس في تنوع المعروض العقاري وزيادة الطلب على المنتجات العقارية بمختلف فئاتها.
ولفت إلى أن مشاريع الواجهة المائية تلعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل المشهد العقاري في أبوظبي، فهي لا تقدم فقط وحدات سكنية فاخرة بإطلالات متميزة، بل تمثل أسلوب حياة متكاملاً يجمع بين السكن والترفيه والتجارة.
وأشار إلى أن هذه المشاريع تساهم في تنويع المعروض العقاري، عبر تقديم خيارات متعددة تناسب شرائح مختلفة من المستثمرين والسكان، من وحدات سكنية راقية إلى فنادق وشقق مفروشة ومرافق تجارية.
ونوه بأن مشاريع «الواجهة المائية» تتميز بالعوائد الاستثمارية الجيدة، نتيجة الندرة النسبية لمثل هذه العقارات وارتفاع الطلب عليها من قبل المستأجرين والسياح.
عوائد مرتفعة
من جانبه، أكد علي الجبيلي، المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «وان للتطوير العقاري»، أن المشروعات العقارية في أبوظبي ولاسيما مشروعات الواجهة المائية، تتميز بارتفاع عوائدها الاستثمارية.
وقال : إن سوق أبوظبي العقاري قوي ويتميز بالنمو المستدام مع وجود الطلب المحلي والدولي، مرجعاً نمو سوق العقارات في العاصمة إلى البيئة التشريعية المحفزة التي تحفظ حقوق المطور والمستثمر على حد سواء، مع توافر التمويلات والأراضي القابلة للتطوير على الواجهات المائية. وأشار الجبيلي إلى أن المتغيرات والتقلبات العالمية عززت مكانة القطاع العقاري باعتباره ملاذاً آمناً للاستثمارات، لاسيما في الإمارات التي تتمتع بالاستقرار والأمن والأمان، مما يعزز مستويات الطلب بالقطاع على مدار السنوات الثلاث المقبلة على أقل تقدير.
جاذبية السوق
بدوره، قال ماهر رحبي، المدير التنفيذي لشركة «نورد للتطوير العقاري»: تسهم عقارات الواجهة المائية في أبوظبي بشكل كبير في تنويع المعروض العقاري وزيادة جاذبية السوق للمستثمرين والسكان، لما لها من دور محوري في تقديم خيارات سكنية فاخرة ضمن بيئة متكاملة توفر جودة حياة عالية من حيث الإطلالات البحرية والمرافق الترفيهية والقرب من الوجهات الثقافية والسياحية.
وقال: تؤكد نتائج التصرفات العقارية الصادرة عن مركز أبوظبي العقاري للربع الأول من عام 2025 هذا التوجه، حيث جاءت السعديات وياس في صدارة المناطق من حيث قيمة التعاملات.
وأضاف: تُظهر بيانات «دوبيزيل» حول تصرفات العقارات في الإمارة خلال الربع الأول من عام 2025، والتي تجاوزت 25 مليار درهم، نمواً عاماً.
وتابع: أشار التقرير الفصلي للشركة إلى تصدّر جزيرتي السعديات وياس، وهما من أبرز مواقع الواجهة المائية، لقائمة المناطق الأكثر تداولاً، في مؤشر غير مباشر على الدور الذي تلعبه هذه المشاريع في تعزيز الطلب ورفع جاذبية السوق.
ونوه رحبي بأن هذا التوجه يعكس رؤية أبوظبي في تطوير منظومة عمرانية متعددة المستويات، تشمل مشاريع الواجهة المائية، والوحدات السكنية الفاخرة إلى جانب مجتمعات متكاملة تقدم تجارب معيشية عالية الجودة.
وقال: إن من أبرز الأمثلة على هذا التوجّه مشروع «هينج ريزيدنسز» في جزيرة السعديات، الذي أطلقته «نورد للتطوير العقاري»، ليُجسّد هذا التنوع من خلال وحدات سكنية راقية ترتقي بمستوى المعيشة وتخاطب جمهوراً يبحث عن تجربة فاخرة ضمن بيئة حيوية، حيث يعكس هذا المشروع، وغيره من المشاريع المشابهة، التوجه المتنامي نحو دمج الرفاهية مع الفخامة والتجارب المتنوعة ما يعزز من مكانة الإمارة وجهة استثمارية وسكنية مفضلة.