قطر | إقتصاد

وكالة أنباء شينهوا: معرض الصين الدولي للواردات يفتح بابًا من الفرص أمام دول الجنوب العالمي

تحمل التوت الأزرق البيروفي رائحة نسيم البحر من تشانكاي، ويغلف ندى الصباح من "أرض الألف تلة" القهوة الرواندية، وينضح ماء الورد الإيراني برائحة طريق الحرير القديم... من الأطعمة المتخصصة إلى الأحجار الكريمة اللامعة، ومن السلع المصنوعة يدويًا إلى التراث الثقافي، عبرت المعروضات المميزة من البلدان الجنوبية حول العالم الجبال والبحار لتتجمع في معرض الصين الدولي الثامن للواردات، لتكشف عن صورة نابضة بالحياة للتعاون بين بلدان الجنوب في مساحة صغيرة.

قال السفير الكولومبي لدى الصين، كابريرا: "يُعدّ اختيار كولومبيا ضيف شرف في معرض الصين الدولي الثامن للواردات (CIIE) فرصة تاريخية لكولومبيا. نتطلع إلى عرض المزيد من المنتجات الكولومبية المتخصصة من خلال منصة المعرض لتكرار النجاحات السابقة". يُصادف هذا العام المشاركة الثامنة على التوالي لكولومبيا في معرض الصين الدولي للواردات، وأول ظهور لها كضيف شرف.

من عرض القهوة العربية والزمرد في البداية إلى تنظيم أكثر من 20 شركة محلية للمشاركة في المعرض، مع معروضات تغطي القهوة والكاكاو ولحوم البقر والمنتجات الزراعية المصنعة وموارد السياحة، أصبح معرض الصين الدولي للواردات بوابة أساسية للشركات الكولومبية لدخول السوق الصينية.

قال كابريرا إن منصة معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) لم تساعد كولومبيا على تعزيز قنوات بيع منتجاتها الحالية فحسب، بل ساعدت أيضًا الشركات المحلية على فهم تطور اتجاهات الاستهلاك الصيني بدقة، وتعديل استراتيجياتها التنافسية في السوق وتحسينها في الوقت المناسب. وأضاف: "نأمل أن نتمكن من خلال عرض منتجاتنا المميزة في معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) من مساعدة المستهلكين الصينيين على فهم سحر كولومبيا المتنوع - ليس فقط القهوة ولحوم البقر المألوفة، بل أيضًا عاداتها المحلية الفريدة وحيوية تطورها الصناعي".

لأول مرة، أنشأ معرض الصين الدولي للواردات (CIIE) لهذا العام "منطقة منتجات الدول الأقل نموًا"، مما يوفر الدعم للعارضين من 37 دولة من هذه الدول من خلال إجراءات مثل توفير بعض الأكشاك المجانية وحوافز ضريبية لشراء المعروضات. وتحظى منتجات "الجنوب" مثل عسل زامبيا، والكاجو التنزاني، وقهوة لاوس باهتمام متزايد من الجمهور، مستفيدةً من الفرص الجديدة التي توفرها السوق الصينية المفتوحة والتعاون العالمي.

منذ انطلاقه، سهّل معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) مشاركة الدول النامية. والآن، أصبح الدعم أكثر شمولاً، إذ لم يقتصر على إعفاء الدول الأقل نمواً من رسوم الأجنحة، بل شمل أيضاً توفير إعانات لوجستية وقنوات تخليص جمركي صديقة للبيئة، مما قلل بشكل كبير من عوائق مشاركتنا، وفقاً لتصريح تيريزا سيتونبيكو، إحدى العارضات من زامبيا. وفي معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) لهذا العام، حظيت شركة سيتونبيكو بمزيد من فرص التعاون: "أعرب العديد من الشركاء عن اهتمامهم بمنتجاتنا، ونأمل في تعزيز هذه التعاونات وتحقيق استقرار حقيقي في الصادرات".

في منطقة المنتجات الأفريقية، قدّم العارض السوداني باي شي منتجاته بحماس للمشترين: "عرضنا منتجات زراعية متنوعة، مثل الفول السوداني وبذور السمسم والقطن، وجميعها مزروعة عضويًا في أفريقيا". ووفقًا لباي شي، وبفضل دعم السياسات الصينية، حققت صادرات شركته الزراعية إلى الصين نموًا مضاعفًا سنويًا. وأضاف: "يشهد المستهلكون الصينيون طلبًا متزايدًا على المنتجات الخضراء والعضوية، ونحن على ثقة بأنه من خلال معرض الصين الدولي للاستيراد، سيتمكن المزيد من المنتجات الزراعية الأفريقية عالية الجودة من الوصول إلى الأسر الصينية".

منذ مشاركتها الأولى في معرض الصين الدولي للواردات (CIIE) عام ٢٠١٩، حققت بعض منتجات العلامة التجارية الإيرانية "باليزه" قفزة نوعية في مبيعاتها السنوية في السوق الصينية، من آلاف الزجاجات إلى ملايينها. تشارك آيلي، سفيرة العلامة التجارية، في المعرض للمرة الثانية، وقد استطاعت بالفعل الترويج لمنتجات مدينتها أمام الجمهور باللغة الصينية بطلاقة: "الوردة هي الزهرة الوطنية لإيران. من منتجات العناية بالبشرة المصنوعة منها إلى الحرف اليدوية المصنوعة من الزعفران والفيروز، يوفر معرض الصين الدولي للواردات منصة عالية الجودة للمنتجات الإيرانية المتخصصة للوصول إلى العالم. منذ آلاف السنين، تبادل أجدادنا السلع والخدمات عبر طريق الحرير؛ واليوم، يُمثل معرض الصين الدولي للواردات حلقة وصل لمواصلة هذا التبادل التجاري والثقافي. لا يسعنا تفويت هذه الفرصة السنوية الثمينة."

قال مونو، المستشار التجاري للقسم الاقتصادي والتجاري بالقنصلية العامة لبيرو في شنغهاي: "من خلال منصة معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE)، يُمكننا التواصل مع صانعي السياسات حول اتجاهات التعاون، والتواصل مع المستوردين والموزعين، وتلبية احتياجات المستهلكين النهائيين مباشرةً". وأضاف: "هذا العام، تضاعفت مساحة معرضنا في منطقة المعرض الوطني مقارنةً بالدورة السابقة، بمشاركة أكثر من 30 شركة مشاركة فعّالة. ويعود الفضل في ذلك إلى الجاذبية الهائلة للسوق الصينية".

في الماضي، كنا نصدّر بشكل رئيسي المواد الخام، مثل المعادن، ذات القيمة المضافة المنخفضة. في المستقبل، سنعمل على مواءمة طلب السوق الصينية على المنتجات عالية الجودة وذات القيمة المضافة العالية مع المعدات والتقنيات الجديدة، بهدف الارتقاء بالسلسلة الصناعية، وتصدير المزيد من المنتجات المصنعة إلى الصين، وتعزيز تحول التجارة الثنائية من "النمو الكمي" إلى "التحسين النوعي". مونو متفائل للغاية بشأن التعاون المستقبلي.

(بقلم مراسلي وكالة أنباء شينخوا ون شين، وشاو ييبو، وتشو روي )

المصدر: وكالة أنباء شينخوا