منذ سنوات ما بعد حرب صيف ٢٠١٥ والمنطقة الحرة عدن تواجه حربا شرسة من كل الجهات في التدخل في صلاحيتها وتجريدها من اختصاصها وانتزاع أملاكها واراضيها مخالفة للقانون الذي انشأت فيه المنطقة الحرة لكنها لم تظل مكتوفة الايدي بل واجهت كل التداعيات وتلك التدخلات بموجب القانون المكفول لها والذي حدد صلاحيتها .
فعندما شكلت لجنة من فخامتكم في عام ٢٠١٨م للنظر في الشكاوى المقدمة من قبل المستثمرين والتي لازلنا الى هذه اللحظة على غياب تام بطبيعة الشكاوى تلك ورغم ذلك فقدت عملنا جنبا الى جنب مع اعضاء اللجنة ممثلة بالجهاز المركزي وقمنا بتسهيل اعمالها وتزويدها بكافة الملفات المطلوبة وتعاطت معها بإيجابية تامة حرصا منا على تعزيز مبدأ الشفافية في العمل الإداري، وقد احتوى تقرير الجهاز المركزي لبعض المخالفات كما اطلقها وتم الرد في حينه بتقرير متكامل لكل ما ورد بتقرير الجهاز المركزي في العام ٢٠١٩م، ومنذ ذلك الحين والمنطقة الحرة في شلل تام حيث تم ايقاف كافة أنشطتها الاستثمارية وكافة الاجراءات المتعلقة بسير العملية الاستثمارية المحددة وفق القانون الأمر الذي سمح باستفحال ظاهرة البسط العشوائي والمتاجرة بالأراضي التابعة للمنطقة الحرة من قبل جهات مختلفة، وسمح لجهات أخرى في التدخل في صلاحيتها، كما وجهت المنطقة الحرة خطابات للعراقيل الذي تواجهها والمشاكل التي تواجهها بسبب هذه الأعمال منذ حرب ٢٠١٥م الا أننا لم نلقى أي تجاوب منكم وأصبحت ملاذا لكل عابث لا يدركون ان المنطقة هي مستقبل عدن الاقتصادي بالقانون الذي منحة لها الدستور في عام ٩٣م ..
فعندما صدر قرار رقم ٢٩ للعام ٢٠١٢١م في سحب اراضي المنطقة الحرة الذي يعد مخالفا للقانون رقم ٤لعام ٩٣ م قامت المنطقة الحرة بمناشدتكم ومناشدة مجلس النواب كونكم الجهة العليا والمشرعة لهذا الصرح الاقتصادي ومستقبل عدن حيث قام مجلس النواب بإصدار توجيهاته الواضحة بضرورة الحفاظ على كيان المنطقة الحرة بحسب الصلاحيات الممنوحة لها بموجب القانون رقم ٤ لعام ٩٣م وعدم مخالفته والحفاظ على اراضي المنطقة الحرة كاملة، فهذا والتوجيهات التي تعد قرارا واضحا من أعلى سلطة بالدولة ومشرعة القوانين قرار فاصل وحاكم وهذا ما ازعج دولة رئيس الوزراء وترجم هذا الانزعاج في اليوم التالي من هذه التوجيهات بتوقيف رئيس المنطقة الحرة الذي وقف بصرامة ضد اي سحب من اراضي المنطقة الحرة مؤمنا ايمانا تاما بوقوف الخيرين في مفاصل الدولة واولهم دوركم المعهود في الحفاظ على هذا الصرح الاقتصادي مما جعلها لن تستسلم ولن تتركهم يدمروا عدن ومستقبلها الاقتصادي المنطقة الحرة ..
ومن هنا نناشد فخامتكم يا سيادة الرئيس بالتدخل العاجل للفصل بهذه القضية كون المنطقة الحرة مستقبل عدن الاقتصادي وتوقيف القرارات الكارثية وعودة المنطقة الحرة الى مكانتها وكيانها وكلنا أمال في فخامتكم .
ريام المرفدي